الأربعاء، 7 أغسطس 2013

الاعلام المضلل و الشعوب المضلّلة 3


لم يكن الاعلام العربي بعيدا عن الاحداث في مصر افضل حالا، فهو ذلك الاعلام الساذج الذي يقدس الحاكم و يحلل و يعلق (بسب الذات الاميرية) و يلمع افعال الحكومات قولا بالحكمة و البلاغة، و تبرز يداه مصفقة لبادرة رفاهية الصقور، و يستل سيوفا و خناجر لاسكات اصوات اطفال العراق و سوريا و غزة (Please Don't Disturb). و هو الاعلام المنحل الذي يصور التعري حرية و الثورة ارهابا و الدين عادات بالية.

لقد استطاع الاعلام على مدى عقود عمل غسيل عميق للمخيخ العربي، ثم دفعه الى وحل الزرائع و الفتن التي كانت موجودة ولكنه نماها جيلا بعد جيل,فالميديا العربية السنية تصور المد الشيعي على أنه الخطر الاكبر على الامة (المتهالكة اصلا) اكثر من خطر اليهود و الصليبيين، متذاكين بأن الاستعانة بالعم سام مشروع حيث (يضرب بعضهم بعضا و نحن نتفرج بدون خسائر)، و تكثر الحروب الشتائمية في صفحات الانترنت على اولاد المتعة و المسيار، متناسين أن العدو الاكبر للشيعة هم شيوخهم و متغافلين أن الأخطر من اليهود و الشيعة و الملحدين على السنة هم حكامهم الذين يبلعون قوت يومهم ليمرحوا في ديزني لاند أو يجلبوا الجواري و السيارات المذهّبة أو يقيموا الأفراح و الليالي الملاح كما ألف ليلة و ليلة مراهنا شهريار على السمع والطاعة و الوفاء من قبل شعبه شهرزاد و مستمدا قوته من حاشيته مسرور.




اغتال الاعلام الرصانة في التفكير و الابداع، و بثّ سمومه في الجسد العربي المتهتك، و خوّف الشمال من الجنوب، وضرب الشرق بالغرب، و استحالت المقولة المتداولة حقا الى الغول و العنقاء و الاعلام الوفي، و ما يزال السواد الأعظم إما مفتونا أو إمعة.



......... يكفي..........

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق